المنطقه العربيه واقتصاداتها الجزء الاول

ان المنطقه العربيه  تتميز بأن معظم اراضيها اراضى صحراويه  تعانى من ندرة المياه مما يهدد استمرار وجودها  ويخلق امامها تحديات واسعة النطاق لتوفير كل قطره ممكنه.
قال تعالى <,وجعلنا من الماء كل شيئ حى>  صدق الله العظيم 
كما تتميز المنطقه العربيه أيضا  بوفره فى الطاقه المتجدده منها مثل الطاقه الشمسيه  وغير المتجدده مثل البترول والغاز الطبيعى  .
وهذا التنوع من فقر فى المياه وثراء فى موارد الطاقه  ينتج عنه شيئين متناقضيين
وذلك لان ندرة المياه يجعلها منطقه مهمله  كثافة السكان بها  ليست بالكبيره وتتمركز فقط حول مصادر المياه وذلك يناقض ما قد يسببه وفرة موارد الطاقه  من كثرة الاستثمارات فيها وسرعة النمو السكانى والاقتصادى.
ويمكن اختصار  الوضع فى معظم الدول النفطيه فى كثافه سكانيه صغيره وقوه اقتصاديه كبيره  ويجب ان نلاحظ ان النفط من الموارد غير المتجدده اى انه سينتهى ذات يوم سواء شئنا ام أبينا  وهذا  يعتبر بمثابة بادرة أمل للحياه فى المنطقه بأكملها
حيث ان تنمية الموارد البشريه والبنيه التحتيه  فى المنطقه  والذى يعتمد على القوه الاقتصاديه النفطيه  الغير متجدده يمكن ان يحقق تكامل فى اساليب المعيشه فى المستقبل   وبالفعل بدأت عدة دول نفطيه فى المنطقه السير على هذا النهج  فى مجالات متنوعه
فمثلا الامارات العربيه المتحده  تنتهج طريق  يجعلها من المراكز التجاريه ليست فى المنطه فحسب بل فى العالم  .أيضا المملكه العربيه السعوديه  تنتهج طريق  جعلها فى الدول الصناعيه الكبرى .أيضا قطر تهتم كثيرا بالبنيه التحتيه  خاصة  فى المجالات الرياضيه
كما تهتم قطر أيضا بالاعلام مما جعلها تفوز بتنظيم كأس العالم2022 .
لكن لاينبغ ان ننسى ان هذه السياسه موجوده فقط فى معظم الدول النفطيه فهناك دول غير نفطيه مثل دول شمال افريقيا و منطقة الشام حيث تتميز هذه الدول بقلة الموارد النفطيه  وزياده  نسبيه فى موارد المياه  وبالتالى فأن الزراعه تمثل جزء كبير من الناتج
لكن هذه الزياده الزراعيه  تتلاشى تماما أمام الزياده السكانيه الناتجه من وجود المياه ومعظم هذه الدول اقتصادها  ضعيف او متوسط  وقد يوجد عجز فى ميزانياتها فى بعض الاحيان  كما ان وجود  اسرائيل فى قلب المنطقه  واتهاج سياسه  قمعيه فى
بعض هذه الدول جعلها تهتم كثيرا بالجزء العسكرى وبضرورة توافر  المعدات العسكريه والامنيه والاهتمام بذلك يقتطع جزء كبير من الاقتصاد الخاص بها والذى كان ضعيف  من البدايه اصلا وغير قادر للوصول الى المستوى المطلوب.
وحقيقة نستطيع ان نقول ان اللغه العربيه  جعلت من  هذه الشعوب كيانا واحدا  والدين الاسلامى  جعلها كيانا مترابط   يتأثر اى جزء من هذا الكان بالاحداث فى الجزء الاخر وهذا ما يمكن ملاحظته فى  الثورات العربيه المنتشره فى المنتطقه هذى الاوقات
فالثقافه العربيه متقاربه الى حد ما  وأى عمل فى اى جزء او قطر عربى قد يتكرر كثيرا فى اجزاء اخرى بشكل او بأخر علمناه او جهلناه . ولكن للاسف هذا الترابط ينقصه جزء مهم للغايه  وهو الترابط الاقتصادى والذى ينبغى المنادة به كأحد شعارات
الثورات العربيه فلو نظرنا الى السياسات الاقتصاديه لمعظم الدول العربيه لوجدناها متجهه دائما نحو الخارج

فالتجارة البينية العربية أقل من 10% من حجم النجارة الخارجية للدول العربية فى حين أنها تبلغ حوالى 40% فى مجموعة الدول الأسيوية
وأكثر من 20% فى دول أمريكا اللاتينية، فضلاً عن السوق الأوروبية التى تزيد فيها التجارة البينية عن 60%

اهم ما يمنع ويحول دون اسواق عربيه مشتركه حقيقيه هو أن ظروف التكامل العربى غير متواجده بصفه كامله  فمعظم الناتج العربى هو على شكل موارد خام أو مواد  بتروليه وبتروكيماويه والاغذيه والمشروبات وبعض المصنوعات خاصه تلك التى لاتعتمد
على تكنولوجيا عاليه وهذه النواتج متكرره من دول متعدده وبالتالى ليست واسعة المجال فى تسويقها فى الاسواق العربيه الاخرى. . الى جانب هذا السبب توجد اسباب اخرى  يمكن اختصارها فى الاتى
_ضعف مهارات التسويق لدى  المنتجين
_ضعف الثقه لدى العربى فى المنتجات العربيه والثقه العاليه فى بعض المنتجات العالميه
_ضعف روح التعاون العربى التى وصلت ذروتها فى الخمسينات  والستنات خاصه عصر جمال عبد الناصر  والحروب العربيه الاسرائيليه
_قلة التحضير للاسواق العربيه والاهتمام بها من ضخ الاثتسمار  والتوجهات السياسيه   وتخفيض او الغاء المصروفات الجمركيه والتى تعد من اهم العوائق ان لم تكن اهمها
_بعض الدول تعتمد على المصروفات الجمركيه كجزء اساسى من الدخل الوطنى حتى لو كانت على حساب التجاره العربيه البينيه خاصه  فى غياب القرار السياسى الداعم لهذه التجاره
_معظم الدول العربيه على علاقه جيده مع  دول مستعمره سابقه بل  وتفضلها احيانا على دول عربيه اخرى
_عدم وجود شبكة نقل عربيه وطرق وسكك حديد متطوره تساهم فى النقل السريع والامن للمنتجات من والى الدول العربيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق